عندما بدأ فيروس كورونا (COVID-19) في الانتشار في عام 2020م، أغلقت العديد من المصانع والشركات أبوابها، مما أثر على سلاسل الامداد والتوريد العالمية. وتسبب الوباء في انخفاض مبيعات ربع الشركات بنسبة 50% وفقاً للبنك الدّولي، وتم فقدان ما يقرب من 1.4 مليون وظيفةٍ في مجال التصنيع في الولايات المتحدة في وقتٍ مبكرٍ من الوباء وفقاً للرابطة الوطنية للمصنعين.

• ومع تعافي الاقتصاد العالمي، لا يزالُ الطلب والعرض على خلافٍ مع بعضهما البعض. ويقدّمُ هذا المأزق مثالاً واضحاً على أهمية الإدارة الفعالة للوجستيات و سلاسل الامداد و التوريد. فهي إحدى الخطوات الحاسمة في إجراء تحليلٍ خارجيٍ في عملية التخطيط الاستراتيجي. وتكمن أهمية وضع سلسلة التوريد موضع التنفيذ الفعلي في أنها تساعد الشركة على تحديد السّوق الخاصة بها، وتحديد المكان الذي تريد أن تكون عليه في المستقبل.

ما هي إدارة سلسلة التوريد، ولماذا هي مهمةٌ؟ وما أهم أهدافها ومراحلها، هذا ما سنوضحه بالتفصيل في مقالنا المخصص للحديث عن (نظام SCM) لإدارة اللوجستيات وسلاسل التوريد، ودروره في تجارة التجزئة.

تعريف سلاسل الامداد:

هي شبكةٌ تضمُّ جميع الأفراد والمنظمات والموارد والأنشطة والتكنولوجيا المشاركة في إنشاء المنتج وبيعه. وتشملُ كل شيءٍ بدءاً من تسليم المواد المصدر من المورد إلى الشركة المصنعة، وحتى تسليمها في نهاية المطاف إلى المستخدم النهائي. ويُعرف قطاع سلسلة الإمداد الذي يشارك في الحصول على المنتج النهائي من الشركة المصنعة إلى المستهلك باسم قناة التوزيع.

• وتُعدُّ إدارة سلاسل الامداد عمليةً حاسمةً لأنها تؤدي إلى انخفاض التكاليف، ودورة إنتاجٍ أكثر كفاءةً؛ لذلك تسعى الشركات إلى تحسين سلاسل التوريد الخاصة بها حتى تتمكن من تقليل تكاليفها، والحفاظ على قدرتها التنافسية.

وظائف سلاسل الإمداد supply chain:

تشملُ الوظائف الخمس لإدارة سلسلة التوريد ما يأتي:

1. الشراء: من المهم أن يتم شراء المواد الخام المستخدمة في إنتاج السلع والمنتجات، وتسليمها في الوقت المحدد حتى يبدأ الإنتاج. ولكي يحدث ذلك، لابدّ من التنسيق مع الموردين وشركات التوصيل لتجنّب أي تأخيرٍ محتملٍ.
2. العمليات: تعتبرُ هذه الوظيفة مهمةً في إدارة سلسلة الامداد حيث يجبُ على المؤسسات التنبؤ بدقةٍ بالطلب لتجنب وجود مخزونٍ كبيرٍ جداً أو قليلٍ جداً؛ مما قد يؤدي إلى خسائر في الإيرادات. ولذلك، يجب أن يرتبط تخطيطُ الطلب والتنبؤ به بإدارة المخزون والإنتاج والشحن لتجنّب هذه الأخطاء.
3. الخدمات اللوجستية: هي جزءٌ من إدارة سلاسل الامداد التي تنسقُ جميع جوانب التخطيط والشراء والإنتاج والتخزين والنقل بحيث تصلُ المنتجات إلى المستهلك النهائي دون أي عوائق، وبسرعةٍ وبأقل تكلفةٍ.
4. إدارة الموارد: تضمنُ تخصيص الموارد المناسبة للأنشطة المناسبة بطريقةٍ مثاليةٍ؛ لإنشاء جدول إنتاجٍ محسّنٍ وتحقيق أقصى قدرٍ من كفاءة العمليات.
5. سير عمل المعلومات: إنّ مشاركة المعلومات وتوزيعها هو ما يبقي جميع الوظائف الأخرى لإدارة سلسلة الامداد على المسار الصحيح. وإذا كان سيرُ عمل المعلومات والاتصالات سيئاً، فقد يؤدي ذلك إلى تفكك السلسلة بأكملها؛ لذلك لابدّ من وجود نظامٍ متسقٍ تستخدمهُ جميع الأقسام ليضمن أنّ الجميع يعملون مع نفس مجموعة البيانات، وذلك سيمنعُ سوء التواصل وقضاء الوقت في تحديث الجميع بالتطورات الجديدة.

ادارة اللوجستيات و سلاسل الامداد (نظام SCM):

يُعرّف نظام إدارة سلاسل الامداد (SCM) بأنه حلٌ مشتركٌ بين المنظمات لإدارة حركة المواد الخام إلى المنتجات النهائية.

ويفيدُ نظام إدارة سلسلة التوريد هذه الشركات من خلال إدارة مجموعةٍ متنوعةٍ من عمليات سلسلة التوريد، مثل:

• • المشتريات.
  • التخطيط.
  • إنشاء المنتج أو الخدمة.
  • تلبية الطلب.
  • تتبع الطلب.
  • إدارة الطلب.

ولا ينبغي عزلُ هذه الوظائف داخل الشركة، بل يجب أن يكون الوصولُ متاحاً إلى منصة إدارة سلاسل الامداد عبر سلسلة التوريد، بما في ذلك جميع أصحاب المصلحة ومنهم:

• • الموردون.
  • الشركات المصنعة.
  • تجار الجملة.
  • مقدمي وسائل النقل.
  • مدراء الخدمات اللوجستية.
  • تجار التجزئة.

وهذا يضمنُ حصول الجميع على رؤيةٍ واضحةٍ للمنتج أو الخدمة أثناء تحركها على طول سلسلة الإنتاج. ومن خلال الحصول على إشرافٍ أفضل على هذه العمليات، يمكنُ للشركات تسريعُ التسليم، وتحسينُ تجربة العملاء، وتحقيقُ خفض تكاليف سلسلة الامداد.

شاهد أيضا: أفضل نظام erp ادارة المخاطر المالية 

دور سلاسل الامداد في تجارة التجزئة:

يمكن تلخيصُ دور سلاسل الامداد في تجارة التجزئة وفق النقاط الآتية:

1. تحسين المخزون:

   • يعد التنبؤ بالطلب عنصراً رئيسياً لإدارة سلسلة الإمداد الفعالة، لأنه يساعدُ التجار في تخزين العناصر المناسبة بالكميات المناسبة. وسيحصلُ العملاءُ على تجربة تسوقٍ سلسةٍ نتيجةً لتقليل نفقات المخزون الزائدة، ومنع نفاد المخزون.

2. فعالية التكلفة:

   • تعملُ الإدارة الفعالة لسلسلة الإمداد على خفض تكاليف النقل، وتوفير المال في التخزين، وتحسين اتفاقيات شراء الموردين؛ وبذلك يستطيعُ تجار التجزئة الانخراط في النمو، وتخصيص الموارد بحكمةٍ أكبر.

3. رضا العملاء:

   • عندما يتم الجمع بين التنفيذ الدقيق للطلب والتسليم الفوري، ترتفعُ سعادة العملاء، مما يعززُ الولاء للعلامة التجارية والتقييمات الإيجابية، كما أنهُ يقللُ من احتمالية فقدان العملاء لصالح شركاتٍ أخرى.

ادارة سلسلة التوريد:

ادارة سلسلة التوريد (SCM) هي التخطيط والتحكم في تدفق الأعمال من السّلع والخدمات والمعلومات. وتهدف إلى تقليل التكاليف، وتلبية احتياجات المستهلكين، مع زيادة الكفاءة. وتشرفُ ادارة سلسلة التوريد على جميع العمليات التي ينطوي عليها الحصول على منتجٍ أو خدمةٍ للعملاء، بما في ذلك المشتريات والمنتجات و مراقبة المخزون والخدمات اللوجستية.

ويمكن تلخيصها على أنها إدارة نظامٍ يمكّن العديد من الشركات والأنظمة المترابطة من إنشاء منتجٍ أو خدمةٍ وتوزيعها.

• وقُدرت قيمة سوق إدارة سلسلة التوريد العالمية بنحو 16 مليار دولار أمريكي في عام 2020م، ومن المتوقع أن تزيد قيمتها عن 45 ملياراً في عام 2027م.

أهمية واهداف سلسلة التوريد:

يمكن لسلسلة التوريد المُدارة بشكلٍ جيدٍ أن تقلل بشكلٍ كبيرٍ من نفقات تشغيل الشركة، مما يؤدي إلى زيادة الأرباح. ويمكن أن تنعكس هذه الكفاءة في كل جانبٍ من جوانب السّلسلة، بدءاً من إنشاء الفكرة وحتى تسويق المنتج النهائي.

أما عن أهداف سلسلة التوريد سنوضحها بالتفصيل في النقاط الآتية:

1. تحسين الكفاءة:

   • يجب أن يتعاون الشركاء في سلسلة التوريد لتحقيق أقصى قدرٍ من إنتاجية الموارد، وتوحيد العمليات، وتجنب ازدواجية الجهود، وتقليل مستويات المخزون. ستساعد هذه العمليات الشركة في تقليل الهدر، وتقليل النفقات، وزيادة كفاءة سلسلة التوريد.

2. تحسين الجودة:

   • عبر الحد من النفايات، والتأكد من أنّ المنتج وتجربة العميل إيجابيةٌ وفعالةٌ قدر الإمكان.

3. زيادة المرونة:

   • يمكن لإدارة سلسلة التوريد أن تساعد الشركات على التكيف مع تحديات العولمة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وارتفاع توقعات المستهلكين، من بين اهتماماتٍ أخرى.

4. تحسين الاستقرار:

   • تتعلقُ إدارة سلسلة التوريد أيضاً بتحسين والحفاظ على الاستقرار العام لسلسلة التوريد. حيث يمكن للشركات أن تبذل جهداً لإقامة علاقاتٍ قويةٍ مع مورديها وموزعيها والحفاظ عليها؛ لضمان استمرار سير العمل بسلاسةٍ.

5. مراقبة النجاح المالي:

   • أحد الأهداف الأكثر وضوحاً لإدارة سلسلة التوريد هو المساهمة في الأداء المالي للمنظمة. عبر إعداد استراتيجيات خفض التكاليف لتبسيط مستويات المخزون، وتقليل تكاليف حمل المخزون، وأتمتة عمليات التنفيذ لتقليل تكاليف العمالة، وتوحيد الطلبات لتقليل تكاليف الشحن.

شاهد المزيد عن:

كيفية جرد و ادارة المخزون والمستودعات بنظام ERP في 2024

مراحل سلسلة التوريد:

يمكنُ تقسيم عملية سلسلة التوريد، التي تشمل الموردين والمصنعين والموزعين والعملاء، إلى المراحل الآتية:

1- إنشاء سلسلة التوريد:

تأتي إحدى أهم الخطوات في عملية سلسلة التوريد قبل بدء تشغيلها في تخطيط وإنشاء سلسلة توريد يتم ضبطها بدقةٍ لتناسب احتياجات عملك المحددة، والقطاع الذي تعمل فيه، والسّوق الذي تخدمهُ.

• خلال هذه الخطوة، يتعينُ عليك أولاً تحديد أهداف سلسلة التوريد، وتحديد المقاييس التي سيتمُ استخدامها لمراقبة التقدم نحو تحقيقها. ثم بناء سلسلة التوريد الخاصة بك لتناسب تلك المقاييس. ويتضمنُ ذلك تحديد مصادر الموردين لتلبية احتياجاتك من السلع والمواد، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً مدى خدمتهم لأهدافك المحددة.

2- شراء المواد/السلع:

مع اكتمال عملية تحديد مصادر الموردين، وتأسيس سلسلة التوريد الخاصة بك بشكلٍ جيدٍ، تبدأ عملية سلسلة التوريد بشراء المواد الخام والمكونات.

• وتضفي عملية الشراء الطابع الرسمي على الطريقة التي تشتري بها الشركة السّلع والخدمات، مما يعني أنه يمكن إدارة الإنفاق وتتبعه بعنايةٍ. ومن خلال وضع إرشاداتٍ لكل جزءٍ من عملية الشراء، بدءاً من التفاوض على العقود وحتى الموافقة على طلبات الشراء، يمكنُ للشركات التأكدُ من أنّ ممارسات الشراء الخاصة بها تتوافقُ مع أهداف أعمالها مع زيادة الكفاءة وتقليل المخاطر.

3- إدارة التصنيع والمخزون:

تتضمنُ عملية التصنيع أخذ المواد الخام والسلع وتطويرها إلى منتجاتٍ نهائيةٍ. وفي هذه المرحلة، تكون الأولوية للتأكد من أن المواد والمكونات الموردة تلبي المعايير المطلوبة، من حيث معدلات تلبية الطلبات، ودقة الأسعار، وجودة البضائع. ومن الشائع أيضاً تتبعُ تدفق البضائع والمواد خلال هذه الخطوات، لتسهيل رؤية المخزون.

• وعند الانتهاء، يجب تخزين المنتجات النهائية، بحيث تكونُ جاهزةً للتوزيع على العملاء. حيث تتوفرُ خياراتٌ مختلفةٌ لهذا، ولكلٍّ منها إيجابياتٌ وسلبياتٌ خاصةٌ بها. والتوازن الذي يجب تحقيقه هو بين تكلفة الاحتفاظ بالمخزون والسرعة التي يمكنك من خلالها تنفيذُ الطلبات.

4- تسليم المنتجات للعملاء:

تتضمنُ عملية التوزيع حركة المنتجات النهائية من التخزين إلى العميل النهائي. ويتمحورُ النجاح هنا حول نقل المنتجات المناسبة، بالكمية المناسبة، وفي الوقت المحدد، وإلى الموقع الصحيح – كل ذلك مع إدارة التكاليف.

• اعتماداً على أهداف عملك والسوق الذي تعمل فيه، يمكنك إما تسليمُ المنتجات مباشرةً إلى العملاء، أو توزيعها بشكلٍ غير مباشرٍ من خلال شركاءٍ، أو أطرافٍ ثالثةٍ مثل الوكلاء أو تجار الجملة أو تجار التجزئة.

5- معالجة العوائد:

حتماً، ستكون هناك مناسباتٌ يقوم فيها العملاء بإرجاع المنتجات. عند إرجاع البضائع، يجب فحصها لمعرفة ما إذا كانت تستوفي معايير الإرجاع واسترداد الأموال. ويتم إما إعادة تعبئتها لإعادة بيعها أو التخلص منها، مع إدخال البيانات ذات الصّلة في نظام المخزون.

• ويجب أن يتم إصدار المبالغ المستردة في أسرع وقتٍ ممكنٍ، حيث يمكن أن تتضرر علاقاتك مع العملاء بشدةٍ إذا تم التعامل مع هذه العملية بشكلٍ غير مناسبٍ. ومن ناحيةٍ أخرى، يمكن للعملية السّلسة أن تعزز علاقتك مع العملاء.

ختاماً:

وفي الختام تحافظُ ادارة اللوجستيات و سلاسل الامداد والتوريد على تشغيل آليات العرض والطلب بسلاسةٍ من خلال تمكين المستهلكين من الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية بكل كفاءةٍ وفعاليةٍ وبتكاليفٍ أقل. لذلك تعدُّ سلسلة التوريد الجيدة أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الفعال.

تعرّف على:

ادارة نظام مواقف السيارات في السعودية عبر برنامج ERP موحد

نظام GRP الموحد وأهميته لادارة القطاع الحكومي في 2024

دور وأهمية نظام تخطيط موارد المنشأة erp في زيادة الإنتاجية.